بعد الهجوم الذي تعرضت له لعبة الحوت الأزرق والجدل الواسع الذي سببته تلك اللعبة، ظهرت على الساحة العربية لعبة جديدة وتدعى لعبة مريم. لعبة مريم هي لعبة جديدة ظهرت داخل الوطن العربي وتم تصميم تلك اللعبة باللغة العربية وتقوم اللعبة باستهداف المجتمع العربي وقد اعتبرها البعض إنها الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق أي الإصدار العربي للعبة.
وفي خلال أيام قليلة نجحت اللعبة في إثارة جدل واسع بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي وأطباء علم النفس حيث أثارت لعبة مريم مخاوف البعض لأنها تقوم بتعريض اللاعبين إلى درجات كبيرة من الرعب كما أن نتيجة ممارسة تلك اللعبة غير معروفة.
ومن خلال هذا المقال نستعرض معكم ماهي لعبة مريم وماهي مخاطرها وطريقة لعبها والآراء التي قيلت عنها وكل ما يخص تلك اللعبة.
أحداث لعبة مريم
إنها عبارة عن لعبة إلكترونية تم إصدارها لهواتف أندرويد وآيفون، وتبدأ اللعبة بفتاة صغيرة تُدعى مريم، وتلك الفتاة ضلت طريقها للمنزل وتقوم بالطلب من لاعب هذه اللعبة أن يساعدها من أجل الوصول إلى منزلها مرة أخرى.
ومن خلال محاولة لاعبي لعبة مريم إعادتها للمنزل تقوم اللعبة بطرح العديد من الأسئلة،
والأسئلة التي تقوم اللعبة بطرحها على اللاعبين هي أسئلة شخصية وعلى لاعبي اللعبة الإجابة على تلك الأسئلة من أجل أن يعيد تلك الطفلة الصغيرة إلى منزلها.
بعد أن يقوم لاعبي لعبة مريم بالإجابة عن تلك الأسئلة الشخصية والبيانات الشخصية التي تخص اللاعب، تصل الفتاة الصغيرة مريم إلى منزلها فتقوم بالطلب من اللاعب أن يقوم بالدخول إلى المنزل من أجل أن يقابل والدها. وبعد أن يقوم اللاعب بالدخول إلى المنزل ومقابلة والدها تقوم اللعبة ببدء جولة أخرى من الأسئلة وتكون تلك الأسئلة أكثر خصوصية عن اللاعب.
كل أحداث تلك اللعبة تدور في أجواء غريبة وتظهر الفتاة بصورة مرعبة وسوداء. وبعد مرور أول يوم، تدعوك لعبة مريم للعودة لزيارتها في اليوم التالي لتقوم اللعبة بطرح العديد من الأسئلة والتي تعتبر أكثر خصوصية عن حياة اللاعب.
نجد أن الموسيقى الموجودة داخل اللعبة والصور من الأشياء المثيرة للريبة، فهي تقوم بوضع اللاعب في جو من الرعب مما يؤثر على حالته النفسية بشكل كبير.
تساؤلات متداولة حول لعبة مريم
طرح العديد من المستخدمين الكثير من الأسئلة حول اللعبة، حيث تساءل البعض عن شروط الخصوصية الموجودة في اللعبة وذلك بسبب الأسئلة التي تقوم بطرحها اللعبة حيث تطلب اللعبة من اللاعبين أن يقوموا بإدخال البيانات الشخصية الخاصة باللاعب مثل اسمه وعنوانه الشخصي.
وأبرز ما طُرح عن اللعبة إنها تقوم بتصوير وجوه اللاعبين خلسة منهم كما إنها تقوم بالتجسس على الهواتف الخاصة باللاعبين وأيضاً تقوم بمنع اللاعب من حذف اللعبة حتى لو أراد ذلك كما أن مطور اللعبة والذي يدعى سلمان الحربي وهو سعودي الجنسية قام بنفي كل ما سبق وصرح قائلًا أن الهدف من تلك الأسئلة هي تحسين لغة الحوار بين اللعبة واللاعب فقط وليس الهدف منها التجسس على اللاعب كما أن تلك البيانات موجودة على جهازه فقط ولا يمكن أي أحد غير اللاعب أن يقوم بالاطلاع عليها.
وبسبب كل تلك المؤثرات النفسية المثيرة للرعب، تقوم لعبة مريم بطرح أسئلة سياسية عن الأزمة بين الدول الخليجية وقطر ويعتبر هذا السؤال من الأسئلة التي أثارت الجدل بين اللاعبين واعتبرها البعض إنها مثيرة للريبة، حيث تخوف العديد من اللاعبين أن يتم إبلاغ السلطات عن الموقف السياسي الخاص بهم تجاه الأزمة السياسية بين دول الخليج وقطر حيث أن هذا قد يؤدي إلى دخولهم السجن إذا كان الموقف الخاص بهم يأتي ضد توجه بلده السياسي. وبخصوص هذا السؤال صرح سلمان الحربي أن مثل هذا السؤال يعتبر خطأ داخل اللعبة وسيتم حلها في خلال التحديث القادم للعبة.
الأسباب التي تجعل من لعبة مريم خطر يجب مواجهته
- لعبة مريم تقوم بجمع البيانات الشخصية الخاصة باللاعبين، ويعتبر هذا انتهاك صريح للخصوصية وهو ما يشكل خطر على اللاعب ولكي ينتقل اللاعب إلى المرحلة الثانية من اللعبة عليه أن يقوم بتزويد اللعبة العديد من المعلومات الخاصة به مثل “حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي وعنوان منزله وغيرها”. ومن الممكن أن يتم استخدام مثل تلك المعلومات في العديد من العمليات المشبوهة والتي يجرمها القانون.
- كما تطلب اللعبة من المراهقين والأطفال القيام بإيذاء أنفسهم، حيث تقوم اللعبة من خلال الأسئلة والطلبات التي تقوم بطلبها من اللاعب بعزله عن المجتمع وممن حوله من أسرته فتطلب منه أن يقوم ببعض الأفعال التي تكون منافية لتقاليد المجتمع ومن الممكن أن تكون أيضًا دموية وعنيفة.
- اللعبة تجبر اللاعبين على الدخول في بعض المشاكل السياسية حيث تطلب من اللاعب أن يقوم بإبداء رأيه حول بعض الخلافات السياسية.
- لعبة مريم تقوم باستخدام بعض الرسائل التسويقية الخاطئة والتي يمكننا القول عنها إنها مضللة للاعبين على منصات أيفون وأندرويد.
- لعبة مريم تستطيع أن تقوم بالدخول إلى الملفات الشخصية الموجودة على هاتف اللاعب وذلك دون إذنه ومن ضمن تلك الملفات ” الصور الشخصية الخاصة به والمعلومات الموجودة على هاتفه.
بسبب جميع ما سبق اعتبرها الكثيرون النسخة العربية من لعبة الحوت الأزرق لكن ما هي لعبة الحوت الأزرق ؟ هي لعبة إلكترونية طورها فيليب بوديكين الروسي الجنسية والذي قام بالعديد من الأبحاث النفسية قبل أن يقوم بتصميم اللعبة والتي ظهرت على الإنترنت في عام 2013 وتسببت في أكثر من 130 حالة انتحار حول العالم وحدثت أول حالة انتحار في عام 2015.
تقوم اللعبة بإدخال اللاعب لمجموعة داخل الواتساب أو الفيسبوك وتقوم اللعبة بطلب الطاعة العمياء من اللاعب، ثم تقوم اللعبة بإعطاء اللاعب العديد من الأوامر والمهام ليقوم اللاعب بتنفيذها حتى يستطيع اللاعب أن يقوم بالانتقال إلى المرحلة التالية من اللعبة وفي بداية اللعبة تكون الأوامر بسيطة حتى يتمكن اللاعب من تنفيذها وإنهائها دون أي مجهود ومن أمثلة تلك المهام هي ” أن تقوم اللعبة بسؤال اللاعب عن اسم والدته وماذا يعمل وهكذا إلى أن تبدأ اللعبة من زيادة تعقيد المهام الخاصة به بالإضافة إلى إنها تقوم بالطلب منه العديد من الأمور التي تتضمن العديد من السلوكيات الشاذة والغريبة ومن ضمن تلك السلوكيات أن يقوم بإيذاء نفسه أو الآخرين. كما أن اللعبة تطلب منه في بعض الأحيان أن يستيقظ من نومه لمشاهدة بعض أفلام الرعب.
ونتيجة لكل ما سبق فإن اللاعب في النهاية من الممكن أن يُصاب ببعض الهلاوس السمعية حيث في النهاية يكون غير قادر على أن يميز بين الخيال والحقيقة فتجعله في النهاية أن يقوم بالانتحار. كما أن الطلبات الغريبة التي تقوم اللعبة بطلبها من اللاعبين تجعلهم في النهاية مسلوبي الإرادة ومريض نفسي حيث إنها تقوم بعزله عن المحيطين به ليتمكنوا من التلاعب به وجعله يقوم بتنفيذ جميع الأوامر التي تكون موجهه إليه.
كما تحدثت والدة إحدى الفتيات التي انتحرت نتيجة لتلك اللعبة أن اللعبة قامت بجمع العديد من المعلومات الشخصية عن ابنتها من خلال المنشورات التي كانت تقوم بنشرها على صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، فقام المسئول عن اللعبة من استغلال تلك المنشورات من أجل التلاعب بابنتها ودفعها إلى الانتحار في نهاية تلك اللعبة.
كما أنها صرحت بأنها توصلت مع والدة فتاة أخرى كانت صديقة لابنتها المتوفاة وعلمت منها إن ابنتها مصابة بالاكتئاب وذلك بسبب اللعبة فتأكدت أن المسؤولين عن اللعبة يقومون باستدراج المراهقين الذين يعانون من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب ويستغلون المرض النفسي الخاص بهم حتى يسهل السيطرة عليهم ثم يأتي دور الأوامر وأفلام الرعب التي تصيبهم في نهاية الأمر بالهلاوس السمعية والبصرية والتي لها دور كبير في السيطرة عليهم، حيث قام أحد لاعبي لعبة الحوت الأزرق بالقيام بقتل والده وذلك بعد أن قامت اللعبة بإيهامه أن والده سيقوم بقتله كما ترسخ عنده أن أحلامه سيتم تحقيقها من خلال اللعبة.
تستمر التحديات الخاصة باللعبة لمدة 60 يوم، يكون اللاعب فيها تحت سيطرة اللعبة ومدير اللعبة وأطلق على اللعبة مصطلح لعبة الموت. وبعد أن قامت الحكومة الروسية بإلقاء القبض على مطور اللعبة فيليب بوديكين وهو طالب علم نفس، قام مدير الجامعة بطرده منها كما صرح فيليب أن الهدف من اللعبة هو تنظيف المجتمع وذلك من خلال القيام بدفع من لا قيمة له داخل المجتمع إلى الانتحار.
الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية
قام العديد من الأطباء التحذير من الألعاب مثل لعبة مريم حيث رصد العديد من المتخصصين الكثير من السلبيات التي يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية للمراهقين والأطفال، فمثل تلك الألعاب تجعلهم عرضة للعديد من الأمراض الصحية والنفسية كما يكونون عرضة لإدمان الألعاب الإلكترونية. لذلك يجب على الأهل مراقبة أطفالهم وشبابهم من أجل أن السيطره عليهم وتجنب إدمان مثل تلك الألعاب فلابد أن تكون هذه الألعاب تحت مراقبة الأهل وأن يتعرف الأهل على كل ما يقوم به ابنهم في هذا السن الحرج الذي لا يستطيع معرفة الخير من الشر بمفرده. فلابد للطفل أن يستخدم الألعاب لمدة ساعتين على الأكثر ويجب أن يكونوا تحت إشراف من الأهل.
فتأثير تلك الألعاب يكون خطير على اللاعبين، حيث يمكن أن يصابوا بالعديد من العادات السيئة مثل الأنانية والعدوانية. كما أن الأطفال الذين يقضون وقت طويل في ممارسة ألعاب الإنترنت مثل لعبة مريم يكونون أكثر عرضة للعنف والتنمر. كما أن مثل تلك الأسباب تجعل الطفل منعزلاً عن الآخرين وأكثر عصبية، ناهيك عن الإضرابات النفسية المزمنة. كما إنها تجعل من الطفل أكثرعرضة للعديد من الاضطرابات النفسية وتجعله غير قادر على التواصل مع الآخرين. كما إنها تجعله معرضاً للإصابة بأمراض مثل السمنة وأمراض القلب أيضًا وأيضاً يكون عرضة لألام الظهر والصداع وإجهاد العين. كذلك نظرا لطول الساعات التي يقوم اللاعب بتمضيتها في اللعب تجعله عرضة لمرض الكساح وهو يتسبب في ضعف العظام كما إنه تسبب في العديد من آلام الرقبة ومفاصل اليد والرسغ والساعد.
وللألعاب العنيفة تأثير سلبي كبير على الصحة النفسية للأطفال حيث إنها تقوم بتنمية ثقافة العنف وذلك بسبب ما تحتويه اللعبة على وضعيات عنيفة ومشاهد خاصة بالقتل والعنف داخل اللعبة تجعل من الطفل شخص عنيف حتى لو لم يكن الطفل في طبعه العنف ذلك بسبب تعرضه بكثرة لمثل تلك المشاهد.
تقوم الألعاب مثل لعبة مريم بإثارة المراكز البصرية للطفل حيث تقوم بوضعه داخل حالة من التوتر حتى في أثناء نومه كما أن مثل تلك الألعاب تقوم بالتأثير على المراكز العصبية الخاصة بالطفل فهي تجعله في حالة تحفز دائم ليتصرف بعنف. كما أن مثل تلك الألعاب تقوم بإصابتهم بالعديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والرهاب الاجتماعي.